روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | معاناة من زوج.. عصبي مهمل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > معاناة من زوج.. عصبي مهمل


  معاناة من زوج.. عصبي مهمل
     عدد مرات المشاهدة: 2798        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم....أنا امرأة متزوجة من 3 سنوات وعندي طفل واحد عمره الان سنتان.

عانيت كثيرا انا ووالدي في بداية زواجي من عصبية زوجي وعدم احترامه لي ولوالدي. ولكن المشكلة الحقيقية بدات تقريبا من سنة ونصف..

اكتشفت ان زوجي يتعرف على فتيات ساقطات عبر الانترنت وكلما واجهته اعتذر ويوعدني انها ستكون اخر مرة...

وللاسف يعاود سلوكياته... ومؤخرا اكتشفت انه يضع مع الدخان مادة الحشيشة التي تجعله يهذي وغير متزن وايضا كلما واجهته كان يعدني انه سوف يتركها..

ومن خمسة اشهر اجرى ابني عملية جراحية في مفصله.. وللاسف لم يسال فينا انا وابنه في المستشفى اثناء العملية وبعدها مما اضطرني عندما خرجت من المشفى ان اذهب لمنزل والدي.

وايضا لم يزرنا هناك الا مرة واحدة ولم يسال عن مراجعات ابنه وعن اي تكاليف..

وقبل شهر تقريبا عندما شفي ابنه اتصل بي وقال انه طالما ان الولد شفي يجب ان اذهب لمنزله.

ولا يريد ان يعتذر من والدي ولا يدفع تكاليف العلاج علما انه قبلها اتصل وكان جدا عصبي وطلقني عبر الهاتف ولكنه في اليوم التالي ذهب اى المفتي وقال انه لحظة غضب..

حاليا هنالك مساعي من ابناء العائلة اقاربي واقاربه للاصلاح او الانفصال.. وهذا حسب قراري واستعدادي....

وانا محتارة جدا جدا الانفصال صعب والرجوع ايضا صعب واخاف ان اخذ اي قرار اندم عليه وخصوصا ان قراري لا يحدد مصيري لوحدي بل مصير ابني .. أفيدوني جزاكم الله كل خير

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلم تسليماً كثيرا..

في بداية حديثي معكِ أحييكِ وأرحب بكِ في موقعكِ المستشار، وأسأل الله سبحانه وتعالي أن يفرج لكِ كربكِ ويزيل همكِ ويهدي زوجكِ و يجمع بينكما دائما في الخير و علي الخير... اللهم آمين.

ابنتي الحبيبة.. ذكرتِ في رسالتكِ أنكِ متزوجة منذ ثلاث سنوات من زوج موصفاته كالتالي: عصبي – لا يحترمكِ و لا يحترم أبوكِ – يتعرف علي فتيات ساقطات عبر الإنترنت – يضع مع الدخان مادة الحشيشة التي تجعله يهذي و يبدو غير متزن. هذه مواصفاته من واقع رسالتكِ.

هذا بالإضافة إلي أنه لم يسأل عليكِ و لا علي طفله عندما أجري جراحة في مفصله –شفاه الله و عفاه- كما أنه لم يدفع تكاليف الجراحة، و أيضا اتصل بكِ و أنتي في بيت والدكِ و خاطبكِ بعصبية ثم طلقكِ!!

ابنتي الكريمة..لم تذكري أي ايجابية واحدة في هذا الزوج، و لم تكشفي أسباب قبولكِ له زوجا لكِ يقاسمكِ حياتكِ، يشارككِ أيامكِ بحلوها ومرها، ويكون أبا لأبنائكِ وقائدا لسفينة حياتكِ، فكل إنسان مهما حاول إخفاء سلوكياته قبل الزواج، فبالتأكيد لابد من وجود بعض الدلائل تشير إلي حقيقته مهما حاول التظاهر بغير ما يحمل.

ولهذا أحمل أهلكِ – و اعذريني في ذلك – أحمل أهلكِ سوء هذا الإختيار والإهمال في السؤال عنه جيدا قبل الموافقة عليه، فعدم التحري عن صاحب الدين و الخلق، هو ما أوصلكِ إلي ما أنتي فيه، و مع الأسف ماذنب هذا الطفل البريء أن يكون له أبه يعج بكل هذه السلوكيات المنحرفة و الطباع السيئة؟

ابنتي الصابرة..لم أقصد من كلامي السابق أن أزيدكِ عذابا فوق ما أنتي فيه، ولكن أحببت أن أوضح للجميع أننا أحيانا و بأيدينا نكتب تعاستنا و شقاءنا و ذلك حينما نبتعد عن توجيهات الإسلام في تحري صاحب الدين و الخلق عند زواج بناتنا.

ورغم هذا الظلام الحالك، إلا أنني أري بصيص أمل في إصلاح هذا الزوج، فقلبه مازال فيه حياة تجعله يبحث عن من يزيل الران العالق به، ويرفع الغمامة التي تطمس النور من أمام عينيه، و السبب في هذا التفاءل أنكِ عند مواجهته بما تكتشفينه من سلوكياته المنحرفة (أعتذر و يوعدني أنها ستكون آخر مرة – كلما واجهته كان يعدني أنه سوف يتركها).

فهذا ربما دليل أنه يكره و ينكر الحال الذي هو فيه، ويريد من يساعده ويأخذ بيديه، كما أنه دليل علي أنه يحبكِ و باقي عليكِ وعلي عِشرتكِ، و لايريد لحياتكما أن تنهار، و إلا لعاند وأصر علي ماهو فيه ولم يعبأ بنصيحة أو لوم.

لهذا نصيحتي لكِ –ابنتي الكريمة – الإتفاق مع أهلكِ علي إعطاء هذا الزوج فرصة أخيرة و جادة، يعود فيها إلي رشده، يعرف أنه مسئول عن زوجة و عن طفل، لا يتقاعس عن رعايتهما و تحمل أعباءهما المادية.

فإن ظهر منه بادرة خيربالموافقة، فارجعي إلي بيتكِ وابدئي معه حياة جديدة مع اتباع ما سأوصيكِ به، وإن رفض واستمر علي ما هو عليه، فأنتي صاحبة القرار في الاستمرار معه أو مفارقته.

ابنتي الكريمة.. اعلمي أنه لا شيء مستحيل، وأن تحقيق هدفكِ بصلاح زوجكِ يحتاج منكِ أولا إلي الاستعانة بالله تعالي و تعميق صلتكِ به –سبحانه- فهو الهادي و هو بيده مقاليد الأمور وهو –سبحانه- من يقول للشيء كن فيكون.

فلاشك أن الممارسات الخاطئة التي يقوم بها زوجكِ سببها الأساسي هو ضعف الوازع الديني، و ربما أيضا الفراغ وصحبة السوء، فتقوية الجانب الإيماني لزوجكِ عامل مهم، حاولي أن تشاركيه الأوراد والاستغفار وتلاوة القرآن، استيقظي.

وحثي زوجكِ على الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل، وافزعي إلى الله تعالى بالدعاء، فقد وعد الله من دعاه مضطراً منيباً حال الشدة والكربة أن يستجيب له، قال تعالى "أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأرْضِ أَءلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" وأخلصي الدعاء له سبحانه، وابكي بين يديه أن يهدي زوجكِ ويصلح حاله ويملأ قلبه بالإيمان وبطاعة الله ويؤلف بينكما، خاصة أثناء السجود.

والثلث الأخير من الليل، وفي أوقات إجابة الدعاء. وليكن من دعائك: "اللهم قر عيني بهداية زوجي وصلاحه وتقواه"، "اللهم اشفِ زوجي، وعافه من هذا البلاء، اللهم اشرح صدره للإيمان، اللهم ارزقه الهداية، اللهم أره الحق حقا وارزقه إتباعه، وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه"، " اللهم أبعد عنه رفقاء السوء، اللهم جنبه الفواحش والمعاصي، اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ".

وإذا أتاحت لك الفرصة أن تسافري معه لأداء مناسك الحج أو العمرة فسيكون لهذا الأثر الكبير في تقوية إيمانه وتوبته.

ابنتي المؤمنة.. تحدثي مع زوجكِ عن مراقبة الله تعالي، وأن الله يعرف سره وعلانيته، فهو الخالق المسيطر على الكون القادر على أخذ عباده وعذابهم، ولكن الله يترك لهم مجالاً للتوبة والإنابة لكي يرجعوا ويتوبوا.

و الله يرانا في كل أحوالنا، فلا ينبغي أبدا أن نجعل الله أهون الناظرين لنا، وذكريه بعظمة الله ولقاء الله بالموت، واستعيذي أمامه كثيرا من سوء الخاتمة.

شجعي زوجكِ علي المحافظة علي الصلاة، فمحافظة زوجك على الصلاة إن شاء الله رادع له عن كل سوء (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). تحدثي معه لا علي سبيل الوعظ و الإرشاد، ولكن حديثا ودودا، شجعيه على الصيام النفل، فقد شرع الله الصيام ليسيطر على الغرائز، ويكبح جماح الشهوات، ويقوي على مقاومة وساوس الشيطان.

داومي على ترك أشرطة القرآن الكريم بمسمع منه، فترديد القرآن بالبيت يجلب البركة، ويطرد الشياطين. كما أنصحك بإسماع زوجك الأشرطة الدينية التي ترقق القلب، وتذكر بالموت وحسن الخاتمة والجنة والنار.

ابنتي الحبيبة.. فتشي في أصدقاء زوجكِ، فربما يحيط به أصدقاء السوء الذين يجرونه إلي هذه السلوكيات المنحرفة، فاجتهدي قدر الاستطاعة أن تصرفيه عنهم، واستعيني على ذلك بالأخوة الصالحين من الأسر الفاضلة، أو بعض المشايخ، فإن كان لكم علاقات بأسر فاضلة فينبغي أن يحيطوا به وأن يأخذوا بيده وأن يدلوه على الخير دون أن يكون ذلك بالتشهير أو الفضح، ودون تقريع أو توبيخ.

ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة بحيث يحببون الطاعة إليه ويذكرونه بالله جل وعلا وبأن بتعاطيه هذه المنكرات يفسد دينه ودنياه، فهذا هو الذي ينبغي أن تقومي به في هذه الأوقات، واصبري عليه شيئًا فشيئًا لعل الله عز وجل أن يشرح صدره وأن يرده للحق ردًّا جميلاً..

ابنتي المؤمنة..اعملي على إشباع الحاجات العاطفية، وإعادة الحرارة للعلاقة الزوجية بينكما، وذلك بإعادة خطوط الاتصال القلبية والوجدانية، فابدئي التجديد والتغيير في حياتكما. تفهمي أن للرجل ضعفاً غريزياً أمام المغريات..

فحاولي أن تبدي أمامه كالعروس في رومانسيتها و إثارتها، تزيني له، وتطيبي له، وتفنني في إدخال السرور عليه، هذا هو الإسلام " أن تسره إذا نظر إليها ".

ليس فقط في عنايتكِ بمظهركِ وزينتكِ ولمسات الجمال في منزلكِ، بل عبري عن مشاعركِ له، وأعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره هو أيضا. كوني له الحبيبة والصديقة التي تشاركه أحلامه، وتتفهم مشاعره، واظهري إعجابكِ به وبجاذبيته.

و اعلمي أن الزوجة الذكية هي التي تسد كافة الثغرات في وجه زوجها خاصة إذا كانت تعرف جيداً مدى ضعفه واستعداده للإنحراف. خصصي جزءاً كبيراً من وقتكِ للاهتمام به والاستماع له وتجاذب أطراف الحديث معه، لتكوني بذلك السكن الذي يركن إليه بعد التعب. و لا تبخلي بعواطفكِ حتى لا يضطر للبحث عن الاهتمام والحب في مكان آخر.

ابنتي المؤمنة.. اجتهدي وابتكري في وسائل إصلاحه وجذبه إليكِ واتركي النتائج على الله عز وجل، و اعلمي أنه بعون الله، وبالتدريج والصبر واللين، ستحققين تغيرا فيه، ولكن لا تتعجلي النتائج مهما طال الزمن، وفي النهاية الهداية بيد رب العالمين، " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ "...

و اعلمي أن صلاح زوجكِ يحتاج منكِ إلى صبر، وإصرار على تطبيق ما أوصيت به، فلا تملي من طول الطريق، ولا يوجد حل ناجع أفضل من التوجه إلى الله والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء، فتوجهي للباب الذي لا يغلق، والنهر الذي لا ينضب، والأمل الذي لا يقهر... وفي انتظار جديد أخباركِ فطمئنينا عليكِ.

الكاتب: أ.د. سميحة محمود غريب

المصدر: موقع المستشار